وأحببت
يمنون عليّ بسلواهم، أنا التي وعدت ووفيت وصدقت
يمنون عليّ بسلواهم، أنا التي أدركت، وتداركت
يمنون عليّ بسلواهم، أنا التي تفانيت، بوقتي، وعواطفي، ومسامعي، وقلبي
يمنون عليّ بسلواهم، أنا التي لطالما فهمت، وتغاضيت، وسامحت
يمنون عليّ بسلواهم، ويا لصغرهم
يمنون عليّ بسلواهم، ويا لكرم قلبي
وهواني على نفسي
أرتشق القهوة لأول مرة منذ أسابيع. لم أستخدم السكر منذ أشهر. اشتريت نوعي المفضّل: "هال الشرق". غلافه مميز، باللون الأخضر، وطعمه غنيّ بالهال. عند أول رشقة تذكرت طفولتي وتلك اللحظة في محل والدي للحلويات في أوائل التسعينات، عندما تذوقتَ حلوى غريبة. عندما سألت عن اسمها، قالوا لي "منّ وسلوى" وهي قادمة من العراق. أذكر أنه خاب أملي قليلاً بعد تذوّقها. شكلها واسمها ومصدرها اوحوا لي بشيء غنيّ ومميّز، تشبه النوغا وطالما أحببت النوغا. أعجبني شكلها وطعمها الأوليّ، ولكن عندما استطعمت بالهال، توقفت عن تناولها. طعم الحلوى شقيّ، أما طعم الهال فجدّيّ. وكنت مجرّد طفلة...
أما الآن وأنا في العقد الرابع من عمري، فتغيرت أحوالي، أتجنب الحلوى وأفضّل طعم الهال. وما عاد يخدعني الشكل ولا الطعم الأولي، ولا الشقاوة. إنما يحركني كل ما هو جدّيّ، مفيد، وخالي من المجمّلات. كل ما هو حقيقي
وما اكترثت يوما للسلوى